يعد هذا الامتياز واحد من أقدم التقاليد على مر العصور، والتي يعود تاريخها إلى عام 1237، من قرن الماجنا كارتا البريطاني. وتم تكريم د.مناهل ثابت باعتبارها منارة فكرية، ولاعتلائها مجالات العلوم ، في حين مثلت كمبعوث بين ثقافات الشرق الأوسط والغرب. وهذا الامتياز والشرف لا يمكن منحه أو الحصول عليه دون ترشيح من قبل الأعضاء الدائمين في نقابة الأعوان في لندن وبموافقة جميع الأعضاء ولجنة المصادقة.
من هي الدكتورة مناهل ثابت؟
مناهل عبد الرحمن ثابت، يمنية الأصل مقيمة في دبي و تبلغ من العمر 34 عاماً. هي دكتورة هندسة مالية وتعد الأول والأصغر والوحيدة في العالم العربي المتخصصة في هذا المجال، و هي عضو فاعل في عدد من المنظمات الهامة مثل جمعية منسا و جمعية العباقرة العالمية الدولية .
متى اكتشفتي شغفك للارقام؟
منذ الصغر و أنا شغوفة بالأرقام و خاصة تركيب و فك الخوارزميات و من هذا الشغف اخترت أن استمر في البحث عن كل ما هو جديد و ذا صلة بهذا المجال.
ما هو الدافع الذي ألهمك للوصول لهذه المراتب العالية؟
تعثرت كثيراً و ثابرت وكافحت لإثبات ذاتي لنفسي قبل أي أحد، حتى يمكنني في النهاية أن أسمّي نفسي إنسانة عصامية لأني خضت غمار التحدي و الصعوبات من دون الاعتماد على أحد غير الله و رضا الوالدين.
ماذا يعني لك حصولك على لقب عبقرية العام لعام 2013 ممثلة عن قارة آسيا؟
عنى لي الكثير خاصة و أنني العربية الوحيدة المترشحة في المنافسات للقب. لكن الفوز فيه كان له طابع خاص لأني أحرزته في شيء لم يسبقني أحد عليه و أتمنى ان أكون مصدر إلهام للكثير ليستلموا الراية. فالوطن العربي و الإسلامي لديه الكثر من الأسماء البراقة في سماء العلم و لا تنسي فالعباقرة المسلمون و العرب هم من أسسوا أصول العلم الحديث مثل ابن سيناء و الخوارزمي وغيرهم.
حدثينا عن جائزة امتياز الحرية التي حصلتي عليها مؤخراً و كيف تستخدمين هذه الألقاب و الجوائز التي حزتي عليها لخدمة المجتمع و الموهوبين فيه؟
لهذا التكريم وضع خاص في قلبي لأنه جاء من العاصمة التي نشأت فيها في طفولتي ويُمنَحُ هذا الامتياز للمبرزين في العالم ممن تفوقوا في كافة المجالات سواء العسكرية والملكية والأرستقراطية ومجالات العلوم والفنون والدبلوماسية والسياسة.
ومن المشاهير وأصحاب الإرث التاريخي الذين منحوا هذا التشريف الأدميرال اللورد نيلسون، القائد الشهير والمنتصر في معركة الطرف الأغر، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق ويلسون تشرتشل والأميرة ديانا، ومورجان فريمان ونيلسون مانديلا وكذلك بيل جيتس والرئيس الأول لسنغافورة لي كوان يو. و لي الفخر أن أكون من ضمن هذه القائمة الزاخرة. إن التكريم يعزز رسالتي، وأنا أعتزم مواصلة العمل من أجل الاهتمام بالعلوم وبرعاية الموهوبين والمتفوقين عالميا ولتحقيق السلام والازدهار في وطني اليمن الذي مزقته الحرب و الوطن العربي ككل. لأن الآن و بعد هذا التكريم آمل أن يصل صوتي و رسالتي لعدد اكبر من الناس.
ما هي رؤيتك عن المرأة العربية في عصرنا هذا؟
هناك تطور ملحوظ في نوعية القيادات النسائية في الوطن العربي إلى الأفضل و لكني آمل دائماً في المزيد. أكن كل الاحترام و التقدير لدعم دولة الإمارات للمرأة حيث أنها فرضت نسبة 30% من المراكز القيادية للمرأة وهذا نموذج رائع لتمكين المرأة في المجالات المختلفة و أدعو الدول العربية و قبلها الأجنبية ليحذوا حذو دولة الإمارات في دعم و تمكين المرأة. كما أنني ألاحظ انشغال بعص المؤسسات النسوية في المطالبة في حقوق المرأة و التي أضم صوتي لصوتهم لكن في نفس الوقت أنصحهم بالتركيز على بث الإيجابية في روح الجيل الجديد و تدريب الكفاءات النسائية وتأهيلها لأن المطالب لا تأتي بالتمني فقط ولو انتظرنا الحقوق لأضعنا حقوق أنفسنا في التطوير. فالعمل بالمحورين أفضل للوصول لنتائج فعّالة.
ما الذي تحتاجه المرأة العربية لتصل لأهدافها في العالم العربي؟ و بم تنصحين المرأة العربية لتحقق أهدافها و طموحاتها؟
ليس بإمكاني التعميم عند الإجابة عن هذا السؤال، بسبب اختلاف هدف كل فرد منا عن الآخر و للتمكين من الوصول للهدف هناك عدة أشياء يجب أن تؤخذ في عين الاعتبار منها اخلاقيات الهدف، إنسانية الهدف، روح الهدف، رؤية الهدف هل الهدف واقعي أم من وحي الخيال؟ ليس هناك وصفة سحرية لتستخدمها أي امرأة لتصل إلى أهدافها. فكلنا مختلفون عن بعض و هذا ما يميزنا عن بعض. أنصح بأن تكون احلامنا معقولة و قابلة للتطبيق لكي لا يصيبنا الإحباط و الملل. كما أنصح بأن لا نضيع الوقت في انتظار اشخاص آخرين لتحقيق أحلامنا و أن نتفاءل بقليلنا عن كثيرنا و أن نسعد بما هو موجود بحوزتنا و ليس بحوزة الآخرين و أن لا نضع مفاتيح سعادتنا في جيوب غيرنا.
“يجب أن لا نضيع الوقت في انتظار أشخاص آخرين لتحقيق أحلامنا و أن نتفاءل بقليلنا عن كثيرنا.”
ما هي الطرق لاكتشاف الموهوبين و تطوير قدراتهم في مجتمعاتنا العربية؟
للأسف ما زالت طرق اكتشاف الموهوبين في مجتمعاتنا العربية بشكل عام بسيطة و قديمة. لذا أتمنى أن يتدخل الإعلام العربي في وقف النزيف الفكري الذي يعاني منه الشباب و خاصة مع موجة التواصل الاجتماعي الجديدة و أن يكون هناك تسليط أكثر على أصحاب الكفاءات الفكرية العربية ليقتدوا بهم الجيل الجديد .